Admin Admin
المساهمات : 192 تاريخ التسجيل : 02/03/2013 العمر : 50
| | وَرطَـــة ~ قَصيرة جدّاً .. | |
توجّهتُ من مرتيل إلى تطوان المَدينة، كنتُ على موعدٍ مع استقبالمئونةكالعادَة من البَيت، كانت ثقيلةً جدّاً،عَادةً ما أكرهُ استقبالَ مثل هذهِ الأشياء، لأنّها دائماً تضعني في موقفٍ حرجٍ عندماأصلُ إلى باب العمارة .
نزلتُ من التاكسي، أتذكّرُ كيفَ انسلّت القفّة في غفلةٍ من بينَ أصابعِ يدي، لقد حدثَ أسوأ ما كنتُ أتوقع، شعرتُ بحرجٍ كبير ، و أنا أنادي على " ربيع" حارس العمارة، الواقفِ أعلى الشّرفة ، يبتسمُ اللّئيم بخُبث، يعرفُ أنّي في ورطَة. القفّة مليئة بالخُضروات وبعضِ الفواكه، الخُضروات أكثر، تدحرجت حبّاتِ البطاطس كأنّها في سباق، تبعتها حبّاتُ الطماطمِ أيضاً، التفتُ إلى الخَلف ، وجدتُ عُيونَ مُرتادي مَقهى النّجمة بشارع " ميرامار " الرّئيسي ، مُتصلّبةً نحوي، لا أدري لما تخيّلتهم يُعدّون حبّات البطاطس الفارةِ من القفّة . تخيّلتهم كُفّاراً جميعهم ضدّي، في الحَقيقة كنتُ أكرههم، ليسَ لهم عملٌ سوى مُراقبة المارّة، والآن يزيدُ بُغضي لهم، لقد كنتُ ضحيّةً من ضحايا مُراقبتهم. ناشدتُ ربيع بالإسراع وعدتهُ بوليمَة، فهمني اللّئيم، ونزلَ يُقارع الدّرج بخفة غيرَ معهودة. عندما بدأ بجمع الحبّات المتساقطة، سارعتُ إلى جوّالي، وبحركةٍ مُفتعلة، اصطنعتُ دوراً جديدا، كأنّي ربّ عمل " ربيع " كأنه يشتغلُ لحسابي، نهرتهُ، لكن بصوتٍ خافت، أعرفُ هذا اللئيم، في أي لحظة ينقلبُ ضدّي. بدأتُ أتحدّثُ في الهاتف، كأنّي أكلّم مُديرَ أعمالي، و في الحَقيقة لم يكن سوى صوتُ المُجيب الآلي ، يقولُ لي اشحن رصيدك، وإلا فستضيعُ بطاقتي.
كنتُ حينها أسرّح شَعري إلى فوق، الآن لا أفعل ، لذلك كلّما تذكّرتُ هذهِ الواقعة أضحكُ من نَفسي ، أضحكُ بشدّة ، الآن لا أخجلُ من جمع حبّات البطاطس في السّوق ، بل و أجادل البائع إذا ما بدا لي الثّمنُ مرتفعاً. | |
|