Admin Admin
المساهمات : 192 تاريخ التسجيل : 02/03/2013 العمر : 50
| | ريمَـــا في رحلةٍ نحوَ المغيب | |
عودها أن يأتي كل مساء ليهديها قصيدة كتبها آناء الليل وحتى يرقب معها انغماسَ الشمس في أحضان المساء، يحبها إلى درجة الهذيان، تصفه بالمهووس. " جوهان " شابٌ قمحيُّ الشّعر فارع الطول، طريقته في الحب مَجنونة، "ريما " تحبه أيضا إلى درجة يختلط وجهه بأحلامها...
بخطى بطيئة يدنوا نحوها، رأسهُ إلى تحت، عيناهُ ذابلتان، يكادُ الحُزنُ يرسمهُ لوحة، ، بصوت خافت، ينزلُ على مسامعها بخبر صاعق، يخبر ها أنه سيذهب في بعثة عسكرية إلى الألزاس . تصمتُ " ريما " ، تتفحصُّ نظراتُها ملامحهُ، كأنما منعتَ عنها الهواء، تصرخ وتصمت، تصمت تستجمع قواها لتصرخ، والأمر سجال بين الصمت والصراخ، كما هو بين اللامعقول حين يصير أمرا واقعا تتقبّلهُ رغماً عنها ...
_ أرجوك لا ترحل!!
_ لا أستطيع عصيان أمرٍ عسكري!!
_ يمكننا الفرار من ألمانيا!!
_ لستُ جبانا لأفعل!!
_ كم أكره الديكتاتورية في الحكم، جشع الرأسمالية وجوعها ندفع ثمنه، اعلم "جُوهان" العمر واحد والعالم سيستمر من دونك، لكني لا أستطيع الاستمرار بعدك ...
ودعته وزفت دموعها إلى آخر غسق يجمعهما،كانت تعرفُ يقيناً أنّ الذّاهبَ إلى الألزاس نصفهُ مفقود، والعائدُ من هُناك، كأنه اكتبَ له عمرٌ جديد ...
الفراغ، الخواء، اللاشيء، أغنياتُ الرّجوع، قصائدٌ معدومة، دُموعٌ مؤجّلة، مؤجّلةٌ إلى متى ؟ البرقيات تعود نهاية كل أسبوع، "ريما" تستبق العائدين، علها تجد خبرا أو نصفه عن حبيبها، فقط الرفات يعود، أما الأحياء لا يزالون يواجهون الموت...
كل مساء تنتظر وتسأل الفراغ، هل سيعود ؟ ربما مات ؟
وتردد :
تراه أنت في وضح النهار
أم أني صبئت
يا قمرا يغادرني
إني جننت
إني جننت
| |
|